الخميس، 9 فبراير 2017

الشيطان الروسي الذي نجا من سم السيانيد الأشد فتكاً!! راسبوتين

يشتهر السيانيد في أوساط علماء السموم كواحد من أسرع السموم إن لم يكن الأسرع على الإطلاق قتلاً وأشدها فتكاً حيث يقتل الإنسان في غضون دقيقة واحدة أو دقيقتين منذ لحظة وصوله إلى الدم ويتطلب علاجه خطوات معقدة ، ولعله اشتهر بين العامة عن طريق أفلام الجاسوسية والمخابرات التي تمجد هذا السم الذي انتشر إستعماله لفترة طويلة كوسيلة للقضاء على الأعداء أو الإنتحار في حالة الأسر، خوفاً من تسرب أسرار الدول في حالة إستخدام وسائل تعذيب شديدة القسوة مع ضباط المخابرات المعتقلين
نتيجة بحث الصور عن راسبوتينفمن هو  راسبوتين؟
فلاح قروي بسيط تحول إلى راهب فريد من نوعه، يشفي المرضى بطرق غريبة ويسحر قلوب الناس بفصاحة كلامه، وبفضل موهبته وذكائه الفذ ورهبنته الغريبة أضحى الآمر الناهي في قصر القيصر الروسي بسانت بطرسبرغ، قصته لا تخلو من الغموض والغرابة وفي نفس الوقت الرهبة.
بدايته:
ولد في قرية ريفية صغيرة بسيبيريا في الجزء الشرقي لروسيا في 22 يناير 1869، بعدها بقليل مات أخوه بعد أن أصيب بالتهاب رئوي، وبينما أخته كانت تغسل الثياب سقطت في النهر فلفظت روحها غرقا، وأما والدته فتوفيت حرقا بعدما التهمت النيران منزلهم.
أرسله والده إلى دير قرية فيرخوتوري ليصبح راهبًا، فأخذ هناك دروسا في اللاهوت والفلك وطب الأعشاب.
ورغم تشبع راسبوتين بالرهبنة، إلا أن هذا لم يمنعه من الخوض مبكرا في المغامرات الجنسية الفاضحة، حيث يجتمع مع أقرانه، وممارسة طقوس حافلة بممارسات السحر والجنس، يقال إنه انتمى منذ مراهقته لجماعة خليستي، وهي طائفة دينية مسيحية ظهرت في القرن 17م، تؤمن بمعتقد غريب، مفاده أنه إذا أراد العبد إرضاء الرب عليه الانغماس تماما في المجون والخطايا، حتى يمكنه أن يتوب ويسعد ربه.
نتيجة بحث الصور عن ابنة راسبوتينوصوله قصر القيصر
كان نيكولا القيصر الروسي وزوجته ألكسندرا قد أنجبا أربع بنات، وصبي اسمه أليكسي وهو ولي العهد، وكان ولد الإمبراطور مصابا بداء “الهيموفيليا”، مرض يمنع توقف النزيف حتى في أبسط الجروح وليس له علاج نهائي إلى يومنا هذا. ورغم العناية التي كانت تحيط بولي العهد من قبل الخادمات حتى لا يصاب بأي جرح، إلا أن نزيفا باغته في إحدى الأيام، فاستعان الزوجان الملكيان بالعديد من الأطباء والمشعوذين لوقف نزيف ابنهم، لكن دون جدوى، وكان قبلها قد مات عدد من الأسرة الملكية بفعل نفس المرض.
استنجد بلاط الإمبراطور براسبوتين الذي بدأت شهرته تذيع، فاستطاع فعلا الراهب الغامض منع النزيف ببضعة أعشاب مغلية قدمها للولد، فانتشر خبر شفاء ولي العهد على يد راسبوتين بين العامة والخاصة، ما أضفى لقداسته رهبة ومقدرة عجيبة على الشفاء.
أصبح بعدها المستشار الشخصي للإمبراطورة ألكسندرا، وأقام في بلاط القصر. وخلال بضع سنوات فقط من إقامته تمتع راسبوتين بنفوذ واسع في البلاط، بعد أن تمكن من إزاحة منافسيه واستغلال قدراته ومكره للتقرب من الملكين.
شفاء ولي العهد على يد راسبوتين، لم تكن المرة الوحيدة التي يستطيع من خلالها الراهب علاج مرضى كثر، فيحكى عنه أنه عالج علات كثيرة لأشخاص بوضع يده على مكان الألم، ما أكسبه عددا كبيرا من المريدين والمتوددين.
عرف عن راسبوتين أيضا قدرته العجيبة على التعرف على السارقين ومدبري الشر، ربما كانت هذه الميزة حافظت على حياته بالرغم من العديد من المؤامرات التي حيكت ضده من داخل البلاط لإبعاده عن الإمبراطور.
نتيجة بحث الصور عن راسبوتيننهايته
نظرا للنفوذ الضخم الذي وصل إليه هذا الرجل داخل القصر الروسي بالإضافة إلى فضائحه الجنسية مع زوجات كبار رجال القصر، ثار الكثير من النافذين في الحكم على راسبوتين وقرروا التخلص من راسبوتين بالسم مستغلين ولعه بالنساء كطعم لإيقاعه في المصيدة.
خطط يوسوبوف وشركاؤه كل الأمور بحرصٍ شديد. قطع الكعك التي قُدمت لراسبوتين كانت تحتوي على مادة سيانيد البوتاسيوم السامة بكميةٍ كافية لقتل دير ممتلئ بالرهبان، ولكن راسبوتين استمر في تناولها. ونظراً لشعوره بالشك في قدرة الراهب على النجاة، صب الأمير يوسوبوف بعضاً من النبيذ الأبيض في كأسٍ يحتوي على السيانيد، وقدمه لراسبوتين. وبدلاً من أن يفقد الوعي خلال ثوانٍ، وهو الشيء المتوقع بعد تناول جرعة هائلة من السيانيد، استمر راسبوتين في شرب النبيذ بكامل وعيه.
وتناول راسبوتين كأساً قاتلةً ثانيةً، بلا تأثيرٍ واضح سوى شعوره بصعوبةٍ في البلع. وبسؤاله عما إذا كان يشعر بأنه ليس على ما يرام، أجاب "نعم، أشعر بثقل في رأسي، ولدي شعور بالحرقان في معدتي".
الكأس الثالثة من النبيذ المسمَّم بدت وكأنها أعادته للحياة مرة أخرى! وبعد تناول راسبوتين لكل كمية السيانيد المتاحة لهم، لم يعرف منفذو عملية قتله ما الذي يجب أن يفعلوه بعد ذلك!
ولذلك أطلقوا النار عليه.
بدت الرصاصة وكأنها اخترقت جسده واستقرت بجانب القلب، وهو ما يعني موته في الحال، أو كما اعتقدوا. ولكن، وبعد قليل، فتح راسبوتين عيناه، وكان مضطرباً بسبب تصاعد الأحداث؛ ليقوم بمهاجمة يوسوبوف. ودخل الرجلان في صراعٍ شرس، قبل أن يتمكن الأمير من تخليص نفسه والهرب إلى الدرج، ليتبعه راسبوتين.
انتقل الصراع في النهاية إلى الفناء، حيث أُطلقت 4 رصاصات أخرى على راسبوتين، قبل أن ينهار على الأرض. ولتجنُّب حدوث مفاجآتٍ جديدة، قام القتلة بتغطية الجثة، وربطها بقطعةٍ من الكتان الثقيل، ووضعت في سيارةٍ، واتجهوا بها إلى جزيرة بتروفسكي، حيث تم إلقاء الجثة من أعلى كوبري إلى النهر المتجمد بالأسفل.
الغريب في الأمر أن الأطباء الشرعيين وجدوا أن رئتي راسبوتين كانت ممتلئة بالماء مما يشير إلى موته غرقا وليس بفعل الرصاص.
تبدو القصة بأكملها خيالية من البداية للنهاية، لكن الظواهر الاستثنائية تحدث أحياناً. فالتاريخ البشري شهد قصصاً بطولية في النجاة من إصاباتٍ مروعة.
التفسير العلمي لنجاة راسبوتين من سم السيانيد:
يمكن لحمض الهيدروسيانيد أن يتسرب عبر الجلد والأغشية المخاطية مباشرة، كذلك فإن إستنشاق الأبخرة المتطايرة للحمض من الممكن ان تسبب أعراض التسمم في ثوان معدودة ومن ثم الموت في دقائق قليلة.
أما في حالة تناول أملاح السيانيد بالفم، فلابد أولاً من إختلاط الأملاح بحمض الهيدروكلوريد الموجود بالمعدة للتحول إلى الصيغة الحمضية القاتلة، وهو ماقد يؤخر الوفاة ساعة كاملة.
وفي حالة الغياب التام لأحماض المعدة، فإن أملاح السيانيد لا تتفاعل مع HCL المعدة فلا تتحول إلى حمض الهيدروسيانيد السام، ويعرف عدم إنتاج حمض HCL  في المعدة طبيا achlorhydria  ويحدث في حالات عديدة من أبرزها كثرة تناول الكحوليات حيث تقضي على الخلايا المفرزة لهذا الحمض.
إلا أن كثيرا من قصة هذا الرجل لا تزال إحدى العجائب غير المفسرة......









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق